Telegram Group & Telegram Channel
‏يقول الشاعر ضيدان بن قضعان في قصيدة يتوجّد فيها..
‏يا وجودي..
‏وجد من قفى وهو في رجا كلمة تعال
‏وإلتفت من عقب ما أقفى ولا احْدٍ لدّ فيه

‏القصيدة غزلية، لكن المشهد المربك والمؤثر في هذا البيت، يمكن أن يحدث في أي علاقة أخرى. وهذا المشهد فيه الكثير من المشاعر المتداخلة... والكثير من "العشم"... والكثير الكثير من الإشارات... والقليل من التواصل.
‏دعونا نحلل المشهد لعلنا نتعلم منه شيئاً لعلاقاتنا..

‏صمت المشاعر وانهيار التواصل
‏*رحيل صامت، وارتباك وتردد تكشفه التفاتة... محاولة يائسة... لكن البصر انقلب خاسئاً وهو حسير. كان ثمة أمل بكلمة أو إشارة من الطرف الآخر... كان النداءً الأخير لمن يهمه "لا تتركني أذهب... أرجوك قل شيئاً"... ولم يكن هناك عيناً تنظر إليه. انتهى المشهد هكذا بصمت.. نهاية مأساوية، لعلاقة يبدو أنها كانت جميلة.

‏*صراع الكبرياء
‏كلا الطرفين كان يصارع الكبرياء والضعف...الراحل لم يقل شيئاً... والباقي لم يفعل شيئاً.. يمنعهما الكبرياء وخوف الظهور بالضعف أو الإستسلام أولاً. مواجهة كهذه تمنع الحوار المنفتح وتخنق الحل؟

‏الآن... لماذا قرر الراحل أن يرحل؟ هناك عدة احتمالات منها:
‏· تجنب التصعيد: البعض يؤثر التراجع لعدم قدرته على تحمل النقاشات الساخنة وما يتطاير فيها من شظايا الكلام الجارح.
‏· الكبرياء والتظاهر بالقوة: يعتقد البعض أن البادئ بالتنازل أو الإعتذار يعتبر هو الطرف الأضعف. وربما يكون الأمر كذلك إن كان هذا الطرف أو ذاك ديدنه التنازل والإعتذار.
‏· ضعف مهارات التواصل: وهذا الأمر يجعل المرء يؤثر الانسحاب أو يدخل في مواجهات عنيفة، لا تبقي للتراجع سبيلاً.
‏· الإنهيار العاطفي: عندما تجتاح المرء مشاعر وانفعالات لا قبل لها بها، ولا يمكنه معها الإستمرار في النقاش. هذا قد يؤدي لما يمكن تسميته "الشلل العاطفي" حيث لا يستطيع المرء أن يتخذ قراراً.
‏· الخبرات السابقة: مع نفس الشخص أو مع غيره، بلا شك تؤثر في قراءتنا للأحداث وتعاطينا معها.
‏· انتظار مبادرة الطرف الآخر: بما أنه المتسبب في الرحيل، وهو المتوقع منه المبادرة بالتواصل وإنهاء الخلاف.
‏· التشكك في نوايا الطرف الآخر: هل يريدني أن أعود؟ هل سيقبل العودة؟ أم سيحصل المزيد من التجاهل الجراح.
‏· حماية الذات: المضي في الرحيل ربما سببه الخوف من الرفض، وخشية صب الزيت على النار.
‏· الحاجة للإستيعاب: البعض يحتاج وقتاً للتفكير واستيعاب ما يحدث والسيطرة على مشاعره، قبل الإنخراط في النقاش أو المصالحة.

‏لماذا قرر الباقي أن يتجاهل؟ هناك عدة احتمالات منها:
‏· تجنب التصعيد: البعض يفضل الصمت أملاً في أن تعود المياه إلى مجاريها تلقائياً، لذلك لا يبدي ردة فعل ويبدو بارداً وإن كان في داخله غير ذلك.
‏· الحسابات الخاطئة: ربما توقع أن الطرف الأول لا يعني ما يفعل وأن المسألة ليست إلا لعبة شد الحبل.
‏· الثقة المبالغ فيها أو النرجسية: ربما توقع الطرف الثاني أن مكانته عند الطرف الآخر تمنعه من الرحيل.
‏· أسلوب تواصل: يقوم على مبدأ "من قرر الرحيل هو الذي يتحمل تبعات قراره، وهو الذي يجب أن يعود من تلقاء نفسه".
‏· اختبار العلاقة: البعض يعيش حياته ويبني تصرفاته على اختبار الآخرين... إذا كان يحبني حقاً فلن يرحل.
‏· تغيير خطة اللعب: ربما أن الطرف الراحل قد كرر هذا التصرف كثيراً، وكان لابد من تعامل مختلف معه هذه المرة.
‏· الشعور باليأس: ربما لنفس السبب السابق، ولا داعي لاستمرار العلاقة تحت الشعور التهديد بالرحيل كل مرة.
‏· الحاجة للتفكير: ربما وجد الطرف الباقي أنه فعلا يحتاج بعض الوقت لدراسة الأمر ومراجعة العلاقة، والعودة بهدوء وبتوافقات جديدة.
‏· فرصة للتهدئة: ربما رأى الطرف الباقي أن الإبتعاد قليلاً هو فعلاً فرصة للتهدئة وتجنباً للتصعيد.
‏· رسالة مبطنة: ربما كان تجاهل الطرف الثاني هو رسالة للطرف الراحل أن هناك مشكلة حقيقة وأن العلاقة في خطر، آملاً أن يستوعب الراحل هذه الرسالة
‏كل واحد من هذه التفسيرات يعكس دافعاً مختلفاً أو أسلوباً شخصياً في التعامل مع كل منها. لكن دوافع كل من الطرفين وأسلوبه في التعامل. وقدرة كل من الطرفين فهم دوافع الطرف الآخر وأسلوبه يساعد في تمتين العلاقة وتجنب الخلافات.

‏أسس العلاقات الصحية:
‏لتكون العلاقة صحية داعمة ومثرية للطرفين لا بد أن تقوم على أسس منها:
‏1. التواصل الواضح الصريح: هو حجر الزاوية لأي علاقة قوية. التعبير عن المشاعر والرغبات يقلل من سوء الفهم.
‏2. التفاهم والإحترام المتبادل: من الطبيعي أن تختلف وجهات النظر، لكن الإنصات والعمل على النظر من زاوية الطرف الآخر تخلق التفاهم والترابط.
‏3. التعاطف: هو أن تضع نفسك مكان الطرف الآخر وتفهم وجهة نظره وتتحسس مشاعره. هذا الأمر يحتاج إلى الدربة لكنه يذيب جليد الخلافات ويقوي العلاقة.
‏4. الإستعداد للتنازل: أي البحث عن نقاط الإلتقاء والأرض المشتركة لكي يتنازل كل من الطرفين عن بعض ما فيه نفسه لصالح العلاقة.
‏5.



tg-me.com/sahtayalnnafsia/2799
Create:
Last Update:

‏يقول الشاعر ضيدان بن قضعان في قصيدة يتوجّد فيها..
‏يا وجودي..
‏وجد من قفى وهو في رجا كلمة تعال
‏وإلتفت من عقب ما أقفى ولا احْدٍ لدّ فيه

‏القصيدة غزلية، لكن المشهد المربك والمؤثر في هذا البيت، يمكن أن يحدث في أي علاقة أخرى. وهذا المشهد فيه الكثير من المشاعر المتداخلة... والكثير من "العشم"... والكثير الكثير من الإشارات... والقليل من التواصل.
‏دعونا نحلل المشهد لعلنا نتعلم منه شيئاً لعلاقاتنا..

‏صمت المشاعر وانهيار التواصل
‏*رحيل صامت، وارتباك وتردد تكشفه التفاتة... محاولة يائسة... لكن البصر انقلب خاسئاً وهو حسير. كان ثمة أمل بكلمة أو إشارة من الطرف الآخر... كان النداءً الأخير لمن يهمه "لا تتركني أذهب... أرجوك قل شيئاً"... ولم يكن هناك عيناً تنظر إليه. انتهى المشهد هكذا بصمت.. نهاية مأساوية، لعلاقة يبدو أنها كانت جميلة.

‏*صراع الكبرياء
‏كلا الطرفين كان يصارع الكبرياء والضعف...الراحل لم يقل شيئاً... والباقي لم يفعل شيئاً.. يمنعهما الكبرياء وخوف الظهور بالضعف أو الإستسلام أولاً. مواجهة كهذه تمنع الحوار المنفتح وتخنق الحل؟

‏الآن... لماذا قرر الراحل أن يرحل؟ هناك عدة احتمالات منها:
‏· تجنب التصعيد: البعض يؤثر التراجع لعدم قدرته على تحمل النقاشات الساخنة وما يتطاير فيها من شظايا الكلام الجارح.
‏· الكبرياء والتظاهر بالقوة: يعتقد البعض أن البادئ بالتنازل أو الإعتذار يعتبر هو الطرف الأضعف. وربما يكون الأمر كذلك إن كان هذا الطرف أو ذاك ديدنه التنازل والإعتذار.
‏· ضعف مهارات التواصل: وهذا الأمر يجعل المرء يؤثر الانسحاب أو يدخل في مواجهات عنيفة، لا تبقي للتراجع سبيلاً.
‏· الإنهيار العاطفي: عندما تجتاح المرء مشاعر وانفعالات لا قبل لها بها، ولا يمكنه معها الإستمرار في النقاش. هذا قد يؤدي لما يمكن تسميته "الشلل العاطفي" حيث لا يستطيع المرء أن يتخذ قراراً.
‏· الخبرات السابقة: مع نفس الشخص أو مع غيره، بلا شك تؤثر في قراءتنا للأحداث وتعاطينا معها.
‏· انتظار مبادرة الطرف الآخر: بما أنه المتسبب في الرحيل، وهو المتوقع منه المبادرة بالتواصل وإنهاء الخلاف.
‏· التشكك في نوايا الطرف الآخر: هل يريدني أن أعود؟ هل سيقبل العودة؟ أم سيحصل المزيد من التجاهل الجراح.
‏· حماية الذات: المضي في الرحيل ربما سببه الخوف من الرفض، وخشية صب الزيت على النار.
‏· الحاجة للإستيعاب: البعض يحتاج وقتاً للتفكير واستيعاب ما يحدث والسيطرة على مشاعره، قبل الإنخراط في النقاش أو المصالحة.

‏لماذا قرر الباقي أن يتجاهل؟ هناك عدة احتمالات منها:
‏· تجنب التصعيد: البعض يفضل الصمت أملاً في أن تعود المياه إلى مجاريها تلقائياً، لذلك لا يبدي ردة فعل ويبدو بارداً وإن كان في داخله غير ذلك.
‏· الحسابات الخاطئة: ربما توقع أن الطرف الأول لا يعني ما يفعل وأن المسألة ليست إلا لعبة شد الحبل.
‏· الثقة المبالغ فيها أو النرجسية: ربما توقع الطرف الثاني أن مكانته عند الطرف الآخر تمنعه من الرحيل.
‏· أسلوب تواصل: يقوم على مبدأ "من قرر الرحيل هو الذي يتحمل تبعات قراره، وهو الذي يجب أن يعود من تلقاء نفسه".
‏· اختبار العلاقة: البعض يعيش حياته ويبني تصرفاته على اختبار الآخرين... إذا كان يحبني حقاً فلن يرحل.
‏· تغيير خطة اللعب: ربما أن الطرف الراحل قد كرر هذا التصرف كثيراً، وكان لابد من تعامل مختلف معه هذه المرة.
‏· الشعور باليأس: ربما لنفس السبب السابق، ولا داعي لاستمرار العلاقة تحت الشعور التهديد بالرحيل كل مرة.
‏· الحاجة للتفكير: ربما وجد الطرف الباقي أنه فعلا يحتاج بعض الوقت لدراسة الأمر ومراجعة العلاقة، والعودة بهدوء وبتوافقات جديدة.
‏· فرصة للتهدئة: ربما رأى الطرف الباقي أن الإبتعاد قليلاً هو فعلاً فرصة للتهدئة وتجنباً للتصعيد.
‏· رسالة مبطنة: ربما كان تجاهل الطرف الثاني هو رسالة للطرف الراحل أن هناك مشكلة حقيقة وأن العلاقة في خطر، آملاً أن يستوعب الراحل هذه الرسالة
‏كل واحد من هذه التفسيرات يعكس دافعاً مختلفاً أو أسلوباً شخصياً في التعامل مع كل منها. لكن دوافع كل من الطرفين وأسلوبه في التعامل. وقدرة كل من الطرفين فهم دوافع الطرف الآخر وأسلوبه يساعد في تمتين العلاقة وتجنب الخلافات.

‏أسس العلاقات الصحية:
‏لتكون العلاقة صحية داعمة ومثرية للطرفين لا بد أن تقوم على أسس منها:
‏1. التواصل الواضح الصريح: هو حجر الزاوية لأي علاقة قوية. التعبير عن المشاعر والرغبات يقلل من سوء الفهم.
‏2. التفاهم والإحترام المتبادل: من الطبيعي أن تختلف وجهات النظر، لكن الإنصات والعمل على النظر من زاوية الطرف الآخر تخلق التفاهم والترابط.
‏3. التعاطف: هو أن تضع نفسك مكان الطرف الآخر وتفهم وجهة نظره وتتحسس مشاعره. هذا الأمر يحتاج إلى الدربة لكنه يذيب جليد الخلافات ويقوي العلاقة.
‏4. الإستعداد للتنازل: أي البحث عن نقاط الإلتقاء والأرض المشتركة لكي يتنازل كل من الطرفين عن بعض ما فيه نفسه لصالح العلاقة.
‏5.

BY صحتي النفسية جزء مني


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280

Share with your friend now:
tg-me.com/sahtayalnnafsia/2799

View MORE
Open in Telegram


صحتي النفسية جزء مني Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

If riding a bucking bronco is your idea of fun, you’re going to love what the stock market has in store. Consider this past week’s ride a preview.The week’s action didn’t look like much, if you didn’t know better. The Dow Jones Industrial Average rose 213.12 points or 0.6%, while the S&P 500 advanced 0.5%, and the Nasdaq Composite ended little changed.

Among the actives, Ascendas REIT sank 0.64 percent, while CapitaLand Integrated Commercial Trust plummeted 1.42 percent, City Developments plunged 1.12 percent, Dairy Farm International tumbled 0.86 percent, DBS Group skidded 0.68 percent, Genting Singapore retreated 0.67 percent, Hongkong Land climbed 1.30 percent, Mapletree Commercial Trust lost 0.47 percent, Mapletree Logistics Trust tanked 0.95 percent, Oversea-Chinese Banking Corporation dropped 0.61 percent, SATS rose 0.24 percent, SembCorp Industries shed 0.54 percent, Singapore Airlines surrendered 0.79 percent, Singapore Exchange slid 0.30 percent, Singapore Press Holdings declined 1.03 percent, Singapore Technologies Engineering dipped 0.26 percent, SingTel advanced 0.81 percent, United Overseas Bank fell 0.39 percent, Wilmar International eased 0.24 percent, Yangzijiang Shipbuilding jumped 1.42 percent and Keppel Corp, Thai Beverage, CapitaLand and Comfort DelGro were unchanged.

صحتي النفسية جزء مني from us


Telegram صحتي النفسية جزء مني
FROM USA